Follow us

اعتصامات النساء _1_سيد مصطفى الشاعر

.

اعتصامات النساء ..الجزء الاول




عدت الى المنزل
ظهرا كعادتى
ففوجئت
بعدم وجود زوجتى
لم استطع ان اتمالك نفسى
او حتى اخفى مدى سعادتى
وضحكت هستيريا
ضحكت وضحكت
حتى علت ضحكتى
ورحت مهرولا
فرحا سعيدا
هنا وهنا
فى كل انحاء الشقة
وظللت اسخر
من صورتها المعلقة
على الحائط
بجانب صورتى
وتمنيت من الله
ان تكون قد ماتت
تحت اطار اية عربة
او سقطت فى النيل
ولم يخرجوها
او هوت حتى من أعلى الشرفة ...
.... يتبع ؛؛؛

اخبرونى _ نزار قبانى

.
أخبروني



أخبرُوني بأنَّ حسناءَ غيري
يا صديقي ، لديك حلَّت محلَّي
أخبرُوني بالأمس .. عنكَ وعنها
فلماذا يا سيَّدي لم تقُل لي ؟
ألفَ شُكرٍ .. يا ذابحاً كبريائي
أوهذا جوابُ حُبَّي وبذلي ؟
أنا أعطيتُك الذي ليس يُعطى
من حياتي ، وأنت حاولت قتلي
يارخيصَ الأشواق .. خمسُ سنينٍ
كنتُ أبني علىدخانٍ ورملِ
كانَ عطري لديكَ أجمل عطرٍ
كان شعري عليكَ شلاَّل ظلَّ
كان ثوبي البنفسجيَّ ربيعاً
كم على زهره جلستَ تُصلََّي
وأنا اليوم لستُ عندكَ شيئاً
أينَ عينايَ . أين طيبي وكُحلي؟
لا تُلامس يدي بغير شُعورٍ
عندك الان من تحلُّ محلَّي
سأصلّي .. لكي تكونَ سعيداً
في هواها ، فهل تُصلَّي لأجلي؟
أنت طفلي الصغيرُ.. أنتَ حبيبي
كيف أقسو على حبيبي وطفلي؟
هي في غُرفة انتظاركَ .. فاذهب
بينَ أخضانِها ستعرفُ فضلي
يا صديقي . شُكراً . أنا أتمنَّى
لو وجدتَ التي تُحبُّك مثلي..

ابراهيم ناجى __ شاعر الاطلال

.

إبراهيم ناجي (1898-1953م)
- ولد الشاعر إبراهيم ناجي في حي شبرا بالقاهرة في اليوم الحادي والثلاثين من شهر ديسمبر في عام 1898، وكان والده مثقفاً مما أثر كثيراً في تنمية موهبته وصقل ثقافته، وقد تخرج الشاعر من مدرسة الطب في عام 1922، وعين حين تخرجه طبيباً في وزارة المواصلات ، ثم في وزارة الصحة ، ثم مراقباً عاماً للقسم الطبي في وزارة الأوقاف.
- وقد نهل من الثقافة العربية القديمة فدرس العروض والقوافي وقرأ دواوين المتنبي وابن الرومي وأبي نواس وغيرهم من فحول الشعر العربي، كما نـهل من الثقافة الغربية فقرأ قصائد شيلي وبيرون وآخرين من رومانسيي الشعر الغربي.
- بدأ حياته الشعرية حوالي عام 1926 عندما بدأ يترجم بعض أشعار الفريد دي موسييه وتوماس مور شعراً وينشرها في السياسة الأسبوعية ، وانضم إلى جماعة أبولو عام 1932م التي أفرزت نخبة من الشعراء المصريين والعرب استطاعوا تحرير القصيدة العربية الحديثة من الأغلال الكلاسيكية والخيالات والإيقاعات المتوارثة .
- وقد تأثر ناجي في شعره بالاتجاه الرومانسي كما اشتهر بشعره الوجداني ، وكان وكيلاً لمدرسة أبوللو الشعرية ورئيساً لرابطة الأدباء في مصر في الأربعينيات من القرن العشرين .
وقد قام ناجي بترجمة بعض الأشعار عن الفرنسية لبودلير تحت عنوان أزهار الشر، وترجم عن الإنكليزية رواية الجريمة والعقاب لديستوفسكي، وعن الإيطالية رواية الموت في إجازة، كما نشر دراسة عن شكسبير، وقام بإصدار مجلة حكيم البيت ، وألّف بعض الكتب الأدبية مثل مدينة الأحلام وعالم الأسرة وغيرهما.
- واجه نقداً عنيفاً عند صدور ديوانه الأول من العقاد وطه حسين معاً ، ويرجع هذا إلى ارتباطه بجماعة أبولو وقد وصف طه حسين شعره بأنه شعر صالونات لا يحتمل أن يخرج إلى الخلاء فيأخذه البرد من جوانبه ، وقد أزعجه هذا النقد فسافر إلى لندن وهناك دهمته سيارة عابرة فنقل إلى مستشفى سان جورج وقد عاشت هذه المحنة في أعماقه فترة طويلة حتى توفي في الرابع والعشرين من شهر مارس في عام 1953.
- وقد صدرت عن الشاعر إبراهيم ناجي بعد رحيله عدة دراسات مهمة، منها: إبراهيم ناجي للشاعر صالح جودت ، وناجي للدكتورة نعمات أحمد فؤاد ، كما كتبت عنه العديد من الرسائل العلمية بالجامعات المصرية .
ومن أشهر قصائده قصيدة الأطلال التي تغنت بها أم كلثوم ولحنها الموسيقار الراحل رياض السنباطي .
ومن دواوينه الشعرية :
وراء الغمام (1934) ، ليالي القاهرة (1944)، في معبد الليل (1948) ، الطائر الجريح (1953) ، وغيرها . كما صدرت أعماله الشعرية الكاملة في عام 1966 بعد وفاته عن المجلس الأعلى للثقافة.

شاعر النيل حافظ ابراهيم

.


شاعر مصري من الرواد الأعلام، ومن أبرز الشعراء العرب في العصر الحديث، نال لقب شاعر النيل بعد أن عبر عن مشاكل الشعب، فهو الشاعر الإنسان الذي احب الأدب والشعر، وعكف على مطالعة الكتب، كان يعشق المزاح والمداعبة، غيور على الأمة وشخصيتها ولغتها وهويتها، كريم معطاء؛ ولاسيما على الفقراء،  تميز بعاطفة قوية ونفس فنية سمت به على أقرانه من أهل عصره، تناول شعره أشكالاً مختلفة وبرع في الأشعار الوطنية والرثاء، وينتمي الي طائفة الشعراء المتميزين الذين عرفوا بشعراء عصر الإحياء، مثل محمود سامي البارودي، واحمد شوقي وغيرهم.

ولد محمد حافظ بن إبراهيم فهمي المهندس المشهور باسم حافظ إبراهيم في مدينة ديروط بمحافظة أسيوط في صعيد مصر في الرابع والعشرين من شهر فبراير عام 1872م من أبٍّ مصري وأمٍّ تركية على ظهر سفينة صغيرة فوق النيل، توفي والداه وهو صغير، وقبل وفاتها، أتت به أمه إلى القاهرة حيث نشأ بها يتيما تحت كفالة خاله الذي كان ضيق الرزق حيث كان يعمل مهندسا في مصلحة التنظيم، ثم انتقل خاله إلى مدينة طنطا في شمال مصر وهناك أخذ حافظ ابراهيم يدرس في الكتاتيب. 

وبعد أن خرج من عند خاله هام على وجهه في طرقات مدينة طنطا حتى انتهى به الأمر إلى مكتب المحام محمد أبو شادي، أحد زعماء ثورة 1919م، وهناك اطلع على كتب الأدب وأعجب حافظ بالشاعر الكبير محمود سامي البارودي، وبعد أن عمل بالمحاماة لفترة من الزمن، التحق بالمدرسة الحربية في عام 1888م  وتخرج فيها عام 1891م  ضابط برتبة ملازم ثان في الجيش المصري الذي طرد منه بعد أن قامت القوات الإنجليزية باتهامه هو ومجموعة من الضباط والجنود المصريين بتدبير مؤامرة عليها وتأليف جماعة وطنية سرية، فقاموا بمحاكمته هو وزملائه وطرد من الجيش، ثم أعيد مرة أخرى للخدمة فعين بوزارة الداخلية عام 1894م، وفي عام 1911م أصبح رئيساً للقسم الأدبي بدار الكتب المصرية ثم عمل بعد ذلك محرراً بجريدة الأهرام.  

وفي عام 1932م توفي حافظ إبراهيم في الساعة الخامسة من صباح يوم الخميس، وكان قد أستدعى اثنين من أصحابه لتناول العشاء ولم يشاركهما لمرض أحس به، وبعد مغادرتهما شعر بشدة المرض فنادي غلامه الذي أسرع لاستدعاء الطبيب وعندما عاد كان حافظ في النزع الأخير.

حمل حافظ ابراهيم هموم الوطن والشعب فعبر عنها في الكثير من القصائد الشعرية، حيث اشتهر بوطنيته وقوميته، وارتبط شعره بالمناسبات على اختلاف أنواعها سواء رثاء أو مدح أو وصف، وقال عنه الشعراء والنقاد انه احكم الصياغة والأسلوب وأجاد بهما، وقد هزته الأحداث الوطنية التي مرت على بلاده في الفترة التي عاصرها مثل حادثة دنشواي، كما اثر فيه ظهور الكثير من الشخصيات الوطنية الحاملة لهموم الوطن امثال مصطفى كامل وسعد زغلول.

ومن أهم الاعمال الادبية التي ابدعها شاعر النيل حافظ ابراهيم "الديوان"، و"البؤساء" وهي عبارة عن ترجمة لرائعة الاديب الفرنسي الشهير فيكتور هوجو و" ليالي سطيح في النقد الاجتماعي" ، و"في التربية الأوّلية"، و"الموجز في علم الاقتصاد".

وقد غنت له كوكب الشرق ام كلثوم قصيدة "مصر تتحدث عن نفسها" والتي لحنها الموسيقار العملاق رياض السنباطي ويقول فيها حافظ:

وقف الخلق ينظرون جميعا كيف أبني قواعد المجد وحدي
وبناة الأهرام في سالف الدهر كفوني الكلام عند التحـدي 
أنا تاج العلاء في مفرق الشرق ودراته فرائض عقــدي 
إن مجدي في الأوليات عريق من له مثل أوليات ومجـدي
أنا إن قدر الإله ممات ِلا ترى الشرق يرفع الرأس بعـدي

امير الشعراء احمد شوقى

.

أحمد شوقي.. أمير الشعراء 

كان الشعر العربي على موعد مع القدر، ينتظر من يأخذ بيده، ويبعث فيه روحًا جديدة تبث فيه الحركة والحياة، وتعيد له الدماء في الأوصال، فتتورد وجنتاه نضرة وجمالاً بعد أن ظل قرونًا عديدة واهن البدن، خامل الحركة، كليل البصر. 

وشاء الله أن يكون "البارودي" هو الذي يعيد الروح إلى الشعر العربي، ويلبسه أثوابًا قشيبة، زاهية اللون، بديعة الشكل والصورة، ويوصله بماضيه التليد، بفضل موهبته الفذة وثقافته الواسعة وتجاربه الغنية. 

ولم يشأ الله تعالى أن يكون البارودي هو وحده فارس الحلبة ونجم عصره- وإن كان له فضل السبق والريادة- فلقيت روحه الشعرية الوثابة نفوسًا تعلقت بها، فملأت الدنيا شعرًا بكوكبة من الشعراء من أمثال: إسماعيل صبري، وحافظ إبراهيم، وأحمد محرم، وأحمد نسيم، وأحمد الكاشف، وعبد الحليم المصري. وكان أحمد شوقي هو نجم هذه الكوكبة وأميرها بلا منازع عن رضى واختيار، فقد ملأ الدنيا بشعره، وشغل الناس، وأشجى القلوب. 

المولد والنشأة 

ولد أحمد شوقي بحي الحنفي بالقاهرة في (20 من رجب 1287 هـ = 16 من أكتوبر 1870م) لأب شركسي وأم من أصول يونانية، وكانت جدته لأمه تعمل وصيفة في قصر الخديوي إسماعيل، وعلى جانب من الغنى والثراء، فتكفلت بتربية حفيدها ونشأ معها في القصر، ولما بلغ الرابعة من عمره التحق بكُتّاب الشيخ صالح، فحفظ قدرًا من القرآن وتعلّم مبادئ القراءة والكتابة، ثم التحق بمدرسة المبتديان الابتدائية، وأظهر فيها نبوغًا واضحًا كوفئ عليه بإعفائه من مصروفات المدرسة، وانكب على دواوين فحول الشعراء حفظًا واستظهارًا، فبدأ الشعر يجري على لسانه. 

وبعد أن أنهى تعليمه بالمدرسة وهو في الخامسة عشرة من عمره التحق بمدرسة الحقوق سنة (1303هـ = 1885م)، وانتسب إلى قسم الترجمة الذي قد أنشئ بها حديثًا، وفي هذه الفترة بدأت موهبته الشعرية تلفت نظر أستاذه الشيخ "محمد البسيوني"، ورأى فيه مشروع شاعر كبير، فشجّعه، وكان الشيخ بسيوني يُدّرس البلاغة في مدرسة الحقوق ويُنظِّم الشعر في مدح الخديوي توفيق في المناسبات، وبلغ من إعجابه بموهبة تلميذه أنه كان يعرض عليه قصائده قبل أن ينشرها في جريدة الوقائع المصرية، وأنه أثنى عليه في حضرة الخديوي، وأفهمه أنه جدير بالرعاية، وهو ما جعل الخديوي يدعوه لمقابلته. 

السفر إلى فرنسا 

وبعد عامين من الدراسة تخرّج من المدرسة، والتحق بقصر الخديوي توفيق، الذي ما لبث أن أرسله على نفقته الخاصة إلى فرنسا، فالتحق بجامعة "مونبلييه" لمدة عامين لدراسة القانون، ثم انتقل إلى جامعة باريس لاستكمال دراسته حتى حصل على إجازة الحقوق سنة (1311هـ = 1893م)، ثم مكث أربعة أشهر قبل أن يغادر فرنسا في دراسة الأدب الفرنسي دراسة جيدة ومطالعة إنتاج كبار الكتاب والشعر. 

العودة إلى مصر 

عاد شوقي إلى مصر فوجد الخديوي عباس حلمي يجلس على عرش مصر، فعيّنه بقسم الترجمة في القصر، ثم ما لم لبث أن توثَّقت علاقته بالخديوي الذي رأى في شعره عونًا له في صراعه مع الإنجليز، فقرَّبه إليه بعد أن ارتفعت منزلته عنده، وخصَّه الشاعر العظيم بمدائحه في غدوه ورواحه، وظل شوقي يعمل في القصر حتى خلع الإنجليز عباس الثاني عن عرش مصر، وأعلنوا الحماية عليها سنة (1941م)، وولّوا حسين كامل سلطنة مصر، وطلبوا من الشاعر مغادرة البلاد، فاختار النفي إلى برشلونة في إسبانيا، وأقام مع أسرته في دار جميلة تطل على البحر المتوسط. 

شعره في هذه الفترة 

ودار شعر شوقي في هذه الفترة التي سبقت نفيه حول المديح؛ حيث غمر الخديوي عباس حلمي بمدائحه والدفاع عنه، وهجاء أعدائه، ولم يترك مناسبة إلا قدَّم فيها مدحه وتهنئته له، منذ أن جلس على عرش مصر حتى خُلع من الحكم، ويمتلئ الديوان بقصائد كثيرة من هذا الغرض. 

ووقف شوقي مع الخديوي عباس حلمي في صراعه مع الإنجليز ومع من يوالونهم، لا نقمة على المحتلين فحسب، بل رعاية ودفاعًا عن ولي نعمته كذلك، فهاجم رياض باشا رئيس النُظّار حين ألقى خطابًا أثنى فيه على الإنجليز وأشاد بفضلهم على مصر، وقد هجاه شوقي بقصيدة عنيفة جاء فيها: 

غمرت  القوم  إطراءً  وحمدًاوهم غمروك  بالنعم  الجسام
خطبت فكنت خطبًا لا خطيبًاأضيف إلى مصائبنا  العظام
لهجت  بالاحتلال  وما   أتاهوجرحك منه لو أحسست  دام

وبلغ من تشيعه للقصر وارتباطه بالخديوي أنه ذمَّ أحمد عرابي وهجاه بقصيدة موجعة، ولم يرث صديقه مصطفى كامل إلا بعد فترة، وكانت قد انقطعت علاقته بالخديوي بعد أن رفع الأخير يده عن مساندة الحركة الوطنية بعد سياسة الوفاق بين الإنجليز والقصر الملكي؛ ولذلك تأخر رثاء شوقي بعد أن استوثق من عدم إغضاب الخديوي، وجاء رثاؤه لمصطفى كامل شديد اللوعة صادق الأحزان، قوي الرنين، بديع السبك والنظم، وإن خلت قصيدته من الحديث عن زعامة مصطفى كامل وجهاده ضد المستعمر، ومطلع القصيدة: 

المشرقان      عليك       ينتحبانقاصيهما    في    مأتم     والدان
يا  خادم  الإسلام   أجر   مجاهدفي  الله  من  خلد  ومن   رضوان
لمّا نُعيت إلى الحجاز مشى الأسىفي   الزائرين    وروّع    الحرمان


وارتبط شوقي بدولة الخلافة العثمانية ارتباطًا وثيقًا، وكانت مصر تابعة لها، فأكثر من مدح سلطانها عبد الحميد الثاني؛ داعيًا المسلمين إلى الالتفات حولها؛ لأنها الرابطة التي تربطهم وتشد من أزرهم، فيقول: 

أما الخلافة فهي حائط بيتكمحتى يبين الحشر عن أهواله
لا تسمعوا للمرجفين وجهلهمفمصيبة الإسلام من  جُهّاله

ولما انتصرت الدولة العثمانية في حربها مع اليونان سنة (1315هـ = 1887م) كتب مطولة عظيمة بعنوان "صدى الحرب"، أشاد فيها بانتصارات السلطان العثماني، واستهلها بقوله: 

بسيفك  يعلو  والحق  أغلبوينصر دين الله أيان تضرب

وهي مطولة تشبه الملاحم، وقد قسمها إلى أجزاء كأنها الأناشيد في ملحمة، فجزء تحت عنوان "أبوة أمير المؤمنين"، وآخر عن "الجلوس الأسعد"، وثالث بعنوان "حلم عظيم وبطش أعظم". ويبكي سقوط عبد الحميد الثاني في انقلاب قام به جماعة الاتحاد والترقي، فينظم رائعة من روائعه العثمانية التي بعنوان "الانقلاب العثماني وسقوط السلطان عبد الحميد"، وقد استهلها بقوله: 

سل يلدزا ذات القصورهل جاءها نبأ  البدور

لبكتك بالدمع الغزيرلو  تستطيع  إجابة


ولم تكن صلة شوقي بالترك صلة رحم ولا ممالأة لأميره فحسب، وإنما كانت صلة في الله، فقد كان السلطان العثماني خليفة المسلمين، ووجوده يكفل وحدة البلاد الإسلامية ويلم شتاتها، ولم يكن هذا إيمان شوقي وحده، بل كان إيمان كثير من الزعماء المصريين. 

وفي هذه الفترة نظم إسلامياته الرائعة، وتعد قصائده في مدح الرسول (صلى الله عليه وسلم) من أبدع شعره قوة في النظم، وصدقًا في العاطفة، وجمالاً في التصوير، وتجديدًا في الموضوع، ومن أشهر قصائده "نهج البردة" التي عارض فيها البوصيري في بردته، وحسبك أن يعجب بها شيخ الجامع الأزهر آنذاك محدث العصر الشيخ "سليم البشري" فينهض لشرحها وبيانها. يقول في مطلع القصيدة: 

ريم على القاع بين  البان  والعلمأحل سفك دمي في الأشهر الحرم

ومن أبياتها في الرد على مزاعم المستشرقين الذين يدعون أن الإسلام انتشر بحد السيف: 

قالوا غزوت ورسل الله ما بعثوالقتل نفس ولا جاءوا لسفك  دم
جهل وتضليل أحلام وسفسطةفتحت بالسيف بعد الفتح بالقلم

ويلحق بنهج البردة قصائد أخرى، مثل: الهمزية النبوية، وهي معارضة أيضًا للبوصيري، وقصيدة ذكرى المولد التي مطلعها: 

سلوا قلبي غداة سلا وتابالعل على الجمال له عتابًا

كما اتجه شوقي إلى الحكاية على لسان الحيوان، وبدأ في نظم هذا الجنس الأدبي منذ أن كان طالبًا في فرنسا؛ ليتخذ منه وسيلة فنية يبث من خلالها نوازعه الأخلاقية والوطنية والاجتماعية، ويوقظ الإحساس بين مواطنيه بمآسي الاستعمار ومكائده. 

وقد صاغ شوقي هذه الحكايات بأسلوب سهل جذاب، وبلغ عدد تلك الحكايات 56 حكاية، نُشرت أول واحدة منها في جريدة "الأهرام" سنة (1310هـ = 1892م)، وكانت بعنوان "الهندي والدجاج"، وفيها يرمز بالهندي لقوات الاحتلال وبالدجاج لمصر. 

النفي إلى إسبانيا 

وفي الفترة التي قضاها شوقي في إسبانيا تعلم لغتها، وأنفق وقته في قراءة كتب التاريخ، خاصة تاريخ الأندلس، وعكف على قراءة عيون الأدب العربي قراءة متأنية، وزار آثار المسلمين وحضارتهم في إشبيلية وقرطبة وغرناطة. 

وأثمرت هذه القراءات أن نظم شوقي أرجوزته "دول العرب وعظماء الإسلام"، وهي تضم 1400 بيت موزعة على (24) قصيدة، تحكي تاريخ المسلمين منذ عهد النبوة والخلافة الراشدة، على أنها رغم ضخامتها أقرب إلى الشعر التعليمي، وقد نُشرت بعد وفاته. 

وفي المنفى اشتد به الحنين إلى الوطن وطال به الاشتياق وملك عليه جوارحه وأنفاسه. ولم يجد من سلوى سوى شعره يبثه لواعج نفسه وخطرات قلبه، وظفر الشعر العربي بقصائد تعد من روائع الشعر صدقًا في العاطفة وجمالاً في التصوير، لعل أشهرها قصيدته التي بعنوان "الرحلة إلى الأندلس"، وهي معارضة لقصيدة البحتري التي يصف فيها إيوان كسرى، ومطلعها: 

صنت نفسي عما يدنس نفسيوترفعت عن جدا  كل  جبس

وقد بلغت قصيدة شوقي (110) أبيات تحدّث فيها عن مصر ومعالمها، وبثَّ حنينه وشوقه إلى رؤيتها، كما تناول الأندلس وآثارها الخالدة وزوال دول المسلمين بها، ومن أبيات القصيدة التي تعبر عن ذروة حنينه إلى مصر قوله: 

أحرام   على   بلابله   الدوححلال للطير  من  كل  جنس
وطني لو شُغلت  بالخلد  عنهنازعتني إليه في الخلد  نفسي
شهد الله لم يغب عن  جفونيشخصه ساعة ولم يخل حسي

العودة إلى الوطن 

أحمد شوقي و سعد زغلول 

عاد شوقي إلى الوطن في سنة (1339هـ = 1920م)، واستقبله الشعب استقبالاً رائعًا واحتشد الآلاف لتحيته، وكان على رأس مستقبليه الشاعر الكبير "حافظ إبراهيم"، وجاءت عودته بعد أن قويت الحركة الوطنية واشتد عودها بعد ثورة 1919م، وتخضبت أرض الوطن بدماء الشهداء، فمال شوقي إلى جانب الشعب، وتغنَّى في شعره بعواطف قومه وعبّر عن آمالهم في التحرر والاستقلال والنظام النيابي والتعليم، ولم يترك مناسبة وطنية إلا سجّل فيها مشاعر الوطن وما يجيش في صدور أبنائه من آمال. 

لقد انقطعت علاقته بالقصر واسترد الطائر المغرد حريته، وخرج من القفص الذهبي، وأصبح شاعر الشعب المصري وترجمانه الأمين، فحين يرى زعماء الأحزاب وصحفها يتناحرون فيما بينهم، والمحتل الإنجليزي لا يزال جاثم على صدر الوطن، يصيح فيهم قائلاً: 

إلام  الخلف   بينكم   إلاما؟وهذي الضجة الكبرى علاما؟
وفيم  يكيد  بعضكم   لبعضوتبدون  العداوة   والخصاما؟
وأين الفوز؟ لا مصر استقرتعلى حال ولا  السودان  داما

ورأى في التاريخ الفرعوني وأمجاده ما يثير أبناء الشعب ويدفعهم إلى الأمام والتحرر، فنظم قصائد عن النيل والأهرام وأبي الهول. ولما اكتشفت مقبرة توت عنخ أمون وقف العالم مندهشًا أمام آثارها المبهرة، ورأى شوقي في ذلك فرصة للتغني بأمجاد مصر؛ حتى يُحرِّك في النفوس الأمل ويدفعها إلى الرقي والطموح، فنظم قصيدة رائعة مطلعها: 

قفي يا أخت  يوشع  خبريناأحاديث  القرون   الغابرينا
وقصي من مصارعهم عليناومن  دولاتهم  ما   تعلمينا

وامتد شعر شوقي بأجنحته ليعبر عن آمال العرب وقضاياهم ومعاركهم ضد المستعمر، فنظم في "نكبة دمشق" وفي "نكبة بيروت" وفي ذكرى استقلال سوريا وذكرى شهدائها، ومن أبدع شعره قصيدته في "نكبة دمشق" التي سجّل فيها أحداث الثورة التي اشتعلت في دمشق ضد الاحتلال الفرنسي، ومنها: 

بني سوريّة اطرحوا الأمانيوألقوا  عنكم  الأحلام  ألقوا
 وقفتم بين موت  أو  حياةفإن رمتم نعيم الدهر فاشقوا
 وللأوطان في دم كل  حرٍّيد  سلفت  ودين   مستحقُّ
  وللحرية   الحمراء   باببكل   يد   مضرجة   يُدَقُّ

ولم تشغله قضايا وطنه عن متابعة أخبار دولة الخلافة العثمانية، فقد كان لها محبًا عن شعور صادق وإيمان جازم بأهميتها في حفظ رابطة العالم الإسلامي، وتقوية الأواصر بين شعوبه، حتى إذا أعلن "مصطفى كمال أتاتورك" إلغاء الخلافة سنة 1924 وقع الخبر عليه كالصاعقة، ورثاها رثاءً صادقًا في قصيدة مبكية مطلعها: 

عادت أغاني العرس رجع نواحونعيت   بين   معالم   الأفراح
 كُفنت في ليل  الزفاف  بثوبهودفنت  عند   تبلج   الإصباح
ضجت  عليك  مآذن   ومنابروبكت  عليك   ممالك   ونواح
  الهند  والهة  ومصر  حزينةتبكي  عليك   بمدمع   سحَّاح

إمارة الشعر 

أصبح شوقي بعد عودته شاعر الأمة المُعبر عن قضاياها، لا تفوته مناسبة وطنية إلا شارك فيها بشعره، وقابلته الأمة بكل تقدير وأنزلته منزلة عالية، وبايعه شعراؤها بإمارة الشعر سنة (1346هـ = 1927م) في حفل أقيم بدار الأوبرا بمناسبة اختياره عضوًا في مجلس الشيوخ، وقيامه بإعادة طبع ديوانه "الشوقيات". وقد حضر الحفل وفود من أدباء العالم العربي وشعرائه، وأعلن حافظ إبراهيم باسمهم مبايعته بإمارة الشعر قائلاً: 

بلابل وادي النيل  بالشرق  اسجعيبشعر   أمير   الدولتين    ورجِّعي
 أعيدي على الأسماع ما غردت بهبراعة  شوقي  في  ابتداء   ومقطع
  أمير  القوافي  قد  أتيت   مبايعًاوهذي وفود الشرق قد بايعت  معي

مسرحيات شوقي 

بلغ أحمد شوقي قمة مجده، وأحس أنه قد حقق كل أمانيه بعد أن بايعه شعراء العرب بإمارة الشعر، فبدأ يتجه إلى فن المسرحية الشعرية، وكان قد بدأ في ذلك أثناء إقامته في فرنسا لكنه عدل عنه إلى فن القصيد. 

وأخذ ينشر على الناس مسرحياته الشعرية الرائعة، استمد اثنتين منها من التاريخ المصري القديم، وهما: "مصرع كليوباترا" و"قمبيز"، والأولى منهما هي أولى مسرحياته ظهورًا، وواحدة من التاريخ الإسلامي هي "مجنون ليلى"، ومثلها من التاريخ العربي القديم هي "عنترة"، وأخرى من التاريخ المصري العثماني وهي "علي بك الكبير"، وله مسرحيتان هزليتان، هما: "الست هدي"، و"البخيلة". 

ولأمر غير معلوم كتب مسرحية "أميرة الأندلس" نثرًا، مع أن بطلها أو أحد أبطالها البارزين هو الشاعر المعتمد بن عباد. 

وقد غلب الطابع الغنائي والأخلاقي على مسرحياته، وضعف الطابع الدرامي، وكانت الحركة المسرحية بطيئة لشدة طول أجزاء كثيرة من الحوار، غير أن هذه المآخذ لا تُفقِد مسرحيات شوقي قيمتها الشعرية الغنائية، ولا تنفي عنها كونها ركيزة الشعر الدرامي في الأدب العربي الحديث. 

مكانة شوقي 

منح الله شوقي موهبة شعرية فذة، وبديهة سيالة، لا يجد عناء في نظم القصيدة، فدائمًا كانت المعاني تنثال عليه انثيالاً وكأنها المطر الهطول، يغمغم بالشعر ماشيًا أو جالسًا بين أصحابه، حاضرًا بينهم بشخصه غائبًا عنهم بفكره؛ ولهذا كان من أخصب شعراء العربية؛ إذ بلغ نتاجه الشعري ما يتجاوز ثلاثة وعشرين ألف بيت وخمسمائة بيت، ولعل هذا الرقم لم يبلغه شاعر عربي قديم أو حديث. 

وكان شوقي مثقفًا ثقافة متنوعة الجوانب، فقد انكب على قراءة الشعر العربي في عصور ازدهاره، وصحب كبار شعرائه، وأدام النظر في مطالعة كتب اللغة والأدب، وكان ذا حافظة لاقطة لا تجد عناء في استظهار ما تقرأ؛ حتى قيل بأنه كان يحفظ أبوابًا كاملة من بعض المعاجم، وكان مغرمًا بالتاريخ يشهد على ذلك قصائده التي لا تخلو من إشارات تاريخية لا يعرفها إلا المتعمقون في دراسة التاريخ، وتدل رائعته الكبرى "كبار الحوادث في وادي النيل" التي نظمها وهو في شرخ الشباب على بصره بالتاريخ قديمه وحديثه. 

وكان ذا حس لغوي مرهف وفطرة موسيقية بارعة في اختيار الألفاظ التي تتألف مع بعضها لتحدث النغم الذي يثير الطرب ويجذب الأسماع، فجاء شعره لحنًا صافيًا ونغمًا رائعًا لم تعرفه العربية إلا لقلة قليلة من فحول الشعراء. 

وإلى جانب ثقافته العربية كان متقنًا للفرنسية التي مكنته من الاطلاع على آدابها والنهل من فنونها والتأثر بشعرائها، وهذا ما ظهر في بعض نتاجه وما استحدثه في العربية من كتابة المسرحية الشعرية لأول مرة. 

وقد نظم الشعر العربي في كل أغراضه من مديح ورثاء وغزل، ووصف وحكمة، وله في ذلك أوابد رائعة ترفعه إلى قمة الشعر العربي، وله آثار نثرية كتبها في مطلع حياته الأدبية، مثل: "عذراء الهند"، ورواية "لادياس"، و"ورقة الآس"، و"أسواق الذهب"، وقد حاكى فيه كتاب "أطواق الذهب" للزمخشري، وما يشيع فيه من وعظ في عبارات مسجوعة. 

وقد جمع شوقي شعره الغنائي في ديوان سماه "الشوقيات"، ثم قام الدكتور محمد صبري السربوني بجمع الأشعار التي لم يضمها ديوانه، وصنع منها ديوانًا جديدًا في مجلدين أطلق عليه "الشوقيات المجهولة". 

وفاته 

ظل شوقي محل تقدير الناس وموضع إعجابهم ولسان حالهم، حتى إن الموت فاجأه بعد فراغه من نظم قصيدة طويلة يحيي بها مشروع القرش الذي نهض به شباب مصر، وفاضت روحه الكريمة في (13 من جمادى الآخرة = 14 من أكتوبر 1932م).

الشعراوى واحمد شوقى

.

كان الشيخ محمد متولي الشعرواي رحمه الله إماما للدعاة،
وصاحب الشهرة الواسعة والقدم الراسخ في العلم والدعوة، نال تلك المكانة لإخلاصه وتجرده.
ورغم كل ما في حياته من إنجازات علمية ومواقف صعبة ومعارك طاحنة في نصرة الدعوة والحق، فقد حياته مليئة بالمواقف الطريفة؛ نظرًا لخفة دمه وروحه المرحة وميله للدعابة حتى في أكثر المواقف جدية!
من هذه المواقف الطريفة، موقفة مع أمير الشعراء أحمد شوقي، 
يقول الشيخ رحمه الله: "كنت في سن الشباب، وجئنا إلى القاهرة بصحبة صديق له لديه علم دائم بمكان تواجد أمير الشعراء أحمد شوقي الذي كنت معجبًا به وبشعره أيما إعجاب؛ فاصطحبني ومعي أصدقاء إليه في عش البلبل عند الهرم.. وقال لأمير الشعراء: هؤلاء شبان من أشد المعجبين بك ويحفظون شعرك كله، ويأملون فقط في رؤيتك. فسألني شوقي:  ما الذي تحفظه عنى؟؛ فذكرت له ما أحفظ له من شعر. فسألني: وما الذي أجبرك على حفظ كل هذه القصائد؟ فقلت له: لأن والدي كان يمنحني ريالًا عن كل قصيدة أحفظها لك!
____________________________
يقولون ما لا يفعلون:
وهذا موقف آخر لفضيلة الشيخ الشعراوي مع أمير الشعراء؛ ففي مقتبل شباب الشيخ عندما كان طالبًا صغيرًا قرأ قصيدة نشرت لأمير الشعراء أحمد شوقي رحمه الله.. والتي فيها يصف الخمر قائلًا:
رمضان ولى هاتها يا ساقي           مشتاقة تسعى إلى مشتاق
فدفعته الغيرة أن يذهب إليه وأن يقول له: إن لنا عليك عتابا. فسأله شوقي: فيم العتاب؟ قال: ما هي حكاية رمضان ولى هاتها يا ساقي؟ فضحك شوقي كثيرًا وقال: ألستم حافظين للقرآن الكريم؟ فقال: بالطبع نحفظه.
فقال: ألا تعرفون الآية التي تقول "وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَأَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَوَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ". فقال الشيخ الشعرواي: وكان ردا أفحمنا.. وبعدها بستة أشهر مات رحمه الله.

موقف محرج

.

من مواقف الإحراج لدى الشعراء
 ما حصل مع أبي العلاء المعري,
وهذا الإحراج ليس في تصحيح قول وإنما في تصحيح فكرة
حيث كان المعري يتباهى بقوله : وإني وإن كنتُ الأخير زمانه لآتٍ بما لم تستطعه الأوائل
فصمت الحضور جميعهم إلا طفل لم يبلغ العاشرة من عمره
فقال: يا أبا العلاء الأوائل أتوا بثمانية وعشرين حرفاً للعربية, نقبل أن تأتينا زيادة عليها بحرف واحد,
فباغت القول أبا العلاء,
وصمت لحظة- ثم قال: يا غلام إن ذكاءك سوف يقتلك, 
وفعلاً يروى أن الطفل مات في العام التالي.

شئ تكسر بيننا فاروق جويدة

.


  1. أنفاسنا في الأفق حائرة..
  2. تفتش عن مكان
  3. جثث السنين تنام بين ضلوعنا
  4. فأشم رائحة
  5. لشيء مات في قلبي وتسقط دمعتان
  6. فالعطر عطرك والمكان.. هو المكان
  7. لكن شيئا قد تكسر بيننا
  8. لا أنت أنت.. ولا الزمان هو الزمان
  9. * * *
  10. عيناك هاربتان من ثأر قديم
  11. في الوجه سرداب عميق..
  12. وتلال أحلام وحلم زائف
  13. ودموع قنديل يفتش عن بريق..
  14. عيناك كالتمثال يروي قصة عبرت
  15. ولا يدري الكلام
  16. وعلى شواطئها بقايا من حطام
  17. فالحلم سافر من سنين
  18. والشاطئ المسكين ينتظر المسافر أن يعود
  19. وشواطئ الزمان قد سئمت كهوف الإنتظار
  20. الشاطئ المسكين يشعر بالدوار..
  21. * * *
  22. لا تسأليني..
  23. كيف ضاع الحب منا في الطريق؟
  24. يأتي إلينا الحب لا ندري لماذا جاء
  25. قد يمضي ويتركنا رمادا من حريق..
  26. فالحب أمواج.. وشطآن وأعشاب..
  27. ورائحة تفوح من الغريق
  28. * * *
  29. العطر عطرك والمكان هو المكان
  30. واللحن نفس اللحن
  31. أسكرنا وعربد في جوانحنا
  32. فذابت مهجتان
  33. لكن شيئا من رحيق الأمس ضاع
  34. حلم تراجع..! توبة فسدت! ضمير مات!
  35. ليل في دروب اليأس يلتهم الشعاع
  36. الحب في أعماقنا طفل تشرد كالضياع
  37. نحيا الوداع ولم نكن
  38. يوما نفكر في الوداع
  39. * * *
  40. ماذا يفيد
  41. إذا قضينا العمر أصناما
  42. يحاصرنا مكان
  43. لم لا نقول أمام كل الناس ضل الراهبان؟
  44. لم لا نقول حبيبتي قد مات فينا.. العاشقان؟
  45. فالعطر عطرك والمكان هو المكان
  46. لكنني..
  47. ما عدت أشعر في ربوعك بالأمان
  48. شيء تكسر بيننا..
لا أنت أنت ولا الزمان هو الزمان..


وتاب القلب فاروق جويدة

.

وظللت أبحث عنك بين الناس تنهرني خطايا
وسنون عمري في زحام الحزن تتركني شظايا
في كل درب من دروب الأرض من عمري.. بقايا
وعلى جدار الحزن صاح اليأس فارتعدت دمايا
ودفنت في أنقاض عمري أجمل الأحلام يبكيها صبايا
حتى رأيتك بين أعماقي وجودا.. في الحنايا
من كان يا عمري يصدق أنني
يوما أضعت العمر أبحث عن هوايا
قد كان في قلبي يعيش
وكان يسخر من خطايا؟!
* * *
لا تعجبي إن قلت إني قد رأيتك
قبل أن تأتي الحياة
وبأنني يوما عشقتك في ضمير الغيب
سرا.. لا أراه
كم تاه عقلي في دروب الحب
وانتحرت.. خطاه
كم عاش ينبش في بقايا اليأس
يسأل عن هواه
لكن قلبي كان يصمت
كان يدرك منتهاه
فلقد أحبك قبل أن تأتي الحياة
* * *
عاتبت قلبي كيف يتركني وحيدا في الدروب
كم ظل يخدعني فيحملني الضلال إلى الذنوب
قد كنت في قلبي
ولم أعرف سراديب القلوب
إني أضعت العمر معصية
وجئت الآن عندك كي أتوب
وأمام بابك جئت أحمل توبتي
لا حب غيرك.. لا ضلال.. ولا ذنوب!!

 

copyright © 2012 • موقع سيد مصطفى الشاعر • Design by sayed salam

Edit Byسيد مصطفى الشاعر